
تكامل الجودة والإنتاج… لا صراع بينهما
في العديد من المصانع، نلاحظ هذا المشهد المتكرر: قسم الإنتاج يعمل بكامل طاقته، وقسم الجودة يراجع ويقيّم، وعند ظهور أي خلل… نسمع العبارة الشهيرة:
“اسألوا قسم الجودة!”
لكن من وجهة نظر مدير الإنتاج يجب ان تكون:
الجودة مسؤوليتنا جميعاً، وليست مهمة جهة واحدة فقط.
قسم الجودة دوره رقابي واستشاري، أما الجهة المسؤولة فعلياً عن خروج المنتج مطابقاً للمواصفات فهي الإنتاج.
تريد خطوط إنتاج قوية وفعالة؟
إذن، علّم فرقك معايير الجودة،
واجعل محاسبة المنتج تبدأ من المشرف، لا من المُراجع.
الجودة تبدأ من أول خطوة، لا من آخر اختبار!
دعني أوضح لك لماذا أرى هذا الرأي منطقياً ومبنياً على تجربة واقعية:
▪️ الجودة تنطلق من لحظة البداية.
ليس من المنطقي أن ننتظر حتى انتهاء الإنتاج لنكتشف أن هناك مشكلة.
▪️ عندما يفهم مدير الإنتاج معايير الجودة ويطبقها من اللحظة الأولى،
سنوفّر الوقت، والمال، ونقلل من الفاقد والمرتجع.
▪️ مدير الإنتاج هو صاحب القرار في الميدان،
فهو الأدرى بكل خطوة في خط التصنيع، ويجب أن يحرص على جودة كل مرحلة، بدلاً من انتظار تقرير الجودة ليُخبره بوجود خلل.
▪️ قسم الجودة دوره مراقبة وتوجيه، لا تنفيذ.
فهو يقيس، يختبر، ويراقب، ويشير إلى وجود مشكلات إن وجدت،
لكن مهمة الحل تقع على عاتق الإنتاج.
💬 وعندما نفصل تماماً بين الإنتاج والجودة، يتولد صراع بدل التعاون.
بدلاً من أن يكونا شريكين، يتحولان إلى خصمين، كلٌ منهما يلقي باللوم على الآخر.
لكن حين تتحمّل فرق الإنتاج مسؤولية الجودة، يظهر الالتزام الحقيقي.
مثال عملي
في مصانع السيارات مثل “تويوتا”، لا يُنظر إلى الجودة كمسؤولية قسم واحد فقط.
كل عامل ومشرف على خط الإنتاج يمتلك “حق التوقف”،
بمعنى أنه يستطيع إيقاف الخط فوراً عند ملاحظته لأي خلل في الجودة.
الجودة هناك مسؤولية جماعية – ويبدأ بها الإنتاج.
والآن… أود معرفة رأيك:
هل تتفق معي أن الجودة ينبغي أن تكون من صميم مسؤوليات الإنتاج؟
أم ترى أنها يجب أن تبقى حصرياً تحت إشراف قسم الجودة فقط؟