التصنيع الدوائي
لماذا نُحضن أوساط اختبار التعقيم لمدة 14 يومًا؟ ولماذا لا تكون 10 أو 20 يومًا؟

لماذا نُحضن أوساط اختبار التعقيم لمدة 14 يومًا؟ ولماذا لا تكون 10 أو 20 يومًا؟


في بيئات التصنيع الدوائي أو الطبي، اختبار التعقيم ليس مجرد إجراء روتيني—بل هو خط الدفاع الأخير لضمان سلامة المرضى. لكن السؤال الذي يتكرر لدى كثيرين في مجال الجودة والمختبرات هو:

لماذا يتم تحضين أوساط اختبار التعقيم لمدة 14 يومًا تحديدًا؟
دعونا نلقي نظرة على الأساس العلمي والتشريعي لهذا الرقم.

المدة مدروسة وليست عشوائية
توصي المراجع الصيدلانية الكبرى بمدة احتضان 14 يومًا، بما في ذلك:
دستور الأدوية الأمريكي USP <71>
الدستور الأوروبي EP 2.6.1
الدستور الياباني JP 4.06

السبب؟ لضمان اكتشاف جميع أنواع الميكروبات الممكنة، حتى تلك التي تنمو ببطء شديد.

بعض الميكروبات… تحتاج وقتًا أطول لتظهر
ليست كل الكائنات الحية الدقيقة متساوية من حيث سرعة النمو.
بعض الأنواع المعروفة بنموها البطيء:
Clostridium sporogenes: لاهوائي يحتاج وقتًا أطول للتكاثر
Mycobacterium spp.: جدرانه الخلوية السميكة تؤخر نموه
Propionibacterium acnes: بطيء الأيض
Aspergillus niger: جراثيمه تحتاج وقتًا للإنبات

التحضين لمدة 14 يومًا يعطي فرصة لاكتشاف هذه الميكروبات “الصامتة”.

نظام الحضانة المزدوج:
لضمان الكشف عن أكبر طيف ميكروبي، تُستخدم أوساط مختلفة بدرجتي حرارة:
FTM (30–35°C): لاكتشاف البكتيريا اللاهوائية وبعض الهوائية
SCDM أو TSB (20–25°C): ملائمة لنمو الفطريات والبكتيريا الهوائية
كما تختلف ظروف تخزين الأطعمة، تختلف ظروف إنماء الميكروبات.

لماذا أقل من 14 يومًا غير كافٍ؟
الميكروبات البطيئة قد لا تكون نشطة بعد
بعض الفطريات لم تُنبت بعد
اللاهوائيات قد لا تزال تتأقلم مع الوسط
إنهاء الحضانة مبكرًا يعني المخاطرة بسلامة المرضى.

ولماذا أكثر من 14 يومًا غير عملي؟
زيادة خطر التلوث البيئي (نتائج إيجابية كاذبة)
لا فائدة مضافة مثبتة علميًا بعد 14 يوم
تحلل الوسط الغذائي وتقليل دقته
هدر في وقت وجهد المختبر

إذاً، 14 يومًا تمثل نقطة التوازن المثالية بين الحذر والكفاءة.