تحليل ونمذجة سلوك مكونات الواقيات الشمسية في البيئة المائية
نشرت دراسة عام 2022 في مجلة Oceans بعنوان “تحليل ونمذجة سلوك مكونات الواقيات الشمسية في البيئة المائية” من قبل مجموعة من الباحثين بقيادة خيما رويز-غوتيريز. هدفت الدراسة إلى فهم كيفية تصرف مكونات واقيات الشمس في البيئات المائية، وتحديد تأثيراتها البيئية، خاصة على الأنظمة البحرية. يتزايد استخدام هذه المنتجات حول العالم لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، لكن هناك قلق متزايد بشأن التأثيرات السلبية لبعض مكوناتها، مثل الفلاتر العضوية وغير العضوية للأشعة فوق البنفسجية، على الحياة البحرية والنظم البيئية.
حمل الدراسة
النتائج:
1. تأثير الواقيات الشمسية على الحياة البحرية: وجدت الدراسة أن بعض مكونات واقيات الشمس تتسبب في تأثيرات ضارة على الكائنات البحرية، وخاصة على الطحالب المرجانية، حيث يمكن لهذه المواد أن تتداخل مع نمو الطحالب وتؤدي إلى تبييض الشعاب المرجانية، مما يهدد التنوع البيولوجي لهذه المناطق الحيوية. كما أن بعض المكونات يمكن أن تثبط نمو أنواع معينة من الطحالب، بينما قد تحفز نمو أنواع أخرى.
2. التفاعلات الكيميائية والتدهور: أظهرت الدراسة أن مكونات الواقيات الشمسية تتعرض لعمليات تحلل في البيئة البحرية، منها التدهور الناتج عن التعرض المباشر لأشعة الشمس (التحلل الضوئي) أو التفاعلات مع الأكسجين التفاعلي في الماء. هذه العمليات تنتج مركبات ثانوية قد تكون سامة وتتسبب في مشاكل بيئية مثل الإضرار بالحياة البحرية أو التأثير على جودة المياه.
3. النمذجة البيئية: استخدمت الدراسة نماذج هيدروديناميكية ونماذج تحلل كيميائي لفهم سلوك هذه المكونات في البيئة المائية، وتحديد معدل تدهورها وانتقالها داخل النظام البيئي. أشارت النماذج إلى أن بعض مكونات الواقيات الشمسية يمكن أن تبقى لفترات طويلة وتنتشر في البيئة البحرية، مما يزيد من احتمالية تراكمها في أنسجة الكائنات البحرية وتأثيرها على المدى الطويل.
التوصيات:
• تشديد التشريعات على مكونات معينة: بناءً على النتائج، توصي الدراسة بضرورة فرض قيود أكثر صرامة على استخدام وتسويق بعض مكونات الواقيات الشمسية، خاصة تلك التي تحتوي على مواد مثل أوكسي بنزون وأوكتينوكسات. تم حظر هذه المواد في بعض المناطق مثل هاواي وتايلاند نتيجة تأثيراتها البيئية الضارة، والدراسة تدعو إلى تطبيق إجراءات مماثلة على نطاق أوسع لحماية البيئة البحرية.
• التوجه نحو بدائل بيئية: يقترح الباحثون تشجيع الشركات على تطوير منتجات واقيات شمسية بديلة وصديقة للبيئة، باستخدام مكونات تتحلل بسهولة في البيئة البحرية ولا تسبب أضراراً للكائنات البحرية. يشير الباحثون إلى أن ذلك يتطلب استثمارات في البحث والتطوير لإيجاد حلول مبتكرة تتماشى مع الزيادة في الطلب على منتجات الحماية من الشمس.
• البحث المستمر في التأثيرات السمية: تشجع الدراسة على إجراء المزيد من الأبحاث لدراسة السمية الحقيقية لمكونات الواقيات الشمسية وتأثيراتها على البيئات الطبيعية. من المهم تطوير نماذج أكثر دقة تساعد على التنبؤ بسلوك هذه المواد وتأثيراتها، مما يساعد صناع القرار على وضع سياسات تستند إلى العلم وتقلل من التأثيرات البيئية.
• رفع الوعي العام: تقترح الدراسة أيضاً أهمية توعية المستهلكين بتأثيرات واقيات الشمس التقليدية على البيئة البحرية، وتحفيزهم على استخدام منتجات صديقة للبيئة، خاصة في المناطق السياحية الساحلية.
تسلط الدراسة الضوء على أهمية فهم وتحليل سلوك مكونات الواقيات الشمسية في البيئة المائية من خلال استخدام نماذج دقيقة وتطوير بدائل آمنة، إلى جانب تطبيق تشريعات صارمة لحماية النظم البيئية البحرية.