التحول الرقمي في صناعة الأدوية: الأتمتة وتكنولوجيا الذكاء الصناعي

اكتشف كيف يحقق التحول الرقمي ثورة في قطاع الصناعة الدوائية. تعرف على فوائد تطبيق التقنيات الرقمية مثل الأتمتة وتكنولوجيا الكتل لتحسين إنتاج وجودة الأدوية، وكيف يساعد الذكاء الاصطناعي في تسهيل البحث والتنبؤ بالأمراض. اقرأ المزيد لفهم كيف يمكن لهذه التقنيات تحسين صناعة الأدوية .

التكنولوجيا الرقمية قد ترسخت بشكل كبير في حياتنا اليومية، محدثة تحولات جذرية في معظم الصناعات. وكما هو الحال مع أي صناعة أخرى، فإن هذا التحول الرقمي لم يترك قطاع الصناعة الدوائية دون تأثير. إن مفهوم الصحة الرقمية وتقنياتها يجتاحان هذا القطاع بشكل مذهل منذ عقد تقريباً، وهو ما زاد بشكل كبير من فعالية وجودة إنتاج الأدوية ورعاية المرضى. ولتفهم هذا التحول وأهميته، يجب أن نلقي نظرة عميقة على الفوائد والتحديات التي يواجهها، وكيف يمكن للتكنولوجيا الرقمية تغيير مستقبل الصناعة الدوائية. في هذا المقال، سنستكشف تأثير التحول الرقمي على صناعة الأدوية، وسنلقي الضوء على العوامل التي تجعلها أكثر أهمية من أي وقت مضى.

التحول الرقمي في قطاع الصناعة الدوائية يعني تنفيذ مجموعة من التقنيات الرقمية المختلفة لتحسين إنتاج وتقديم منتجات وخدمات الرعاية الصحية. يمكن أن يكون للتحول الرقمي فوائد في قطاع الأدوية وهي:

1. تطوير أفضل للأدوية.

2. تحسين التفاعل مع المرضى ورعايتهم بشكل أفضل.

3. تطوير أفضل للأبحاث الدوائية.

4. تحسين توزيع المنتجات الدوائية.

5. خفض التكاليف.

6. تقليل الأثر البيئي.

7. زيادة الشفافية في سلسلة التوريد.

الأهمية:

مع تقدم التقنيات الرقمية في العالم، يجب على شركات الأدوية البقاء على اطلاع للبقاء والاستدامة. نظرًا لأن فوائد التحول الرقمي كثيرة، سنركز على النقاط التالية للحصول على صورة واضحة:

1. تزايد توقعات العملاء:

في عصر الصناعة الحديثة، يمتلك العملاء وصولًا إلى كمية هائلة من المعلومات الصحية من خلال مصادر عبر الإنترنت. إنهم يشعرون بمزيد من التحكم في صحتهم باستخدام أجهزة مثل مقياسات اللياقة والساعات الذكية. أظهرت دراسة أن حوالي 85٪ من الناس يشعرون بالثقة في أنهم مسؤولون عن صحتهم ولياقتهم من خلال مصادر المعلومات عبر الإنترنت. تستثمر شركات الأدوية أكثر في جذب المرضى من أي وقت مضى. أشارت دراسة أخرى إلى أن التكنولوجيا الرقمية هي الطريق إلى فهم أفضل وتعزيز العلاقات مع العملاء.

2. زيادة المنافسة الخارجية:

يواجه قطاع الصناعة الدوائية تهديدات خارجية. شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل وآي بي إم تدخل صناعة الرعاية الصحية بأجهزة عالية التقنية ومجتمعات صحة عبر الإنترنت، مما يمنحهم وصولًا إلى كميات ضخمة من البيانات الصحية. نتيجة لذلك، تحتاج شركات الأدوية إلى التركيز أكثر على الحلول الرقمية لاستمرار ودوام التنافسية.

3. سوق الأدوية المزيفة:

مشكلة الأدوية المزيفة تزداد تفاقمًا في جميع أنحاء العالم. تترتب على التكنولوجيا الرقمية تداعيات كبيرة في مكافحة الأدوية المزيفة. تشمل هذه الحلول استخدام تقنيات مثل تقنية الكتل Blockchain  والعلامات بالتردد اللاسلكي RFID  لتتبع أصل الدواء وجعل سلسلة التوريد أكثر شفافية.

يوضح الشكل الدور الذي لعبته أزمة كوفيد 19 في تسريع تطبيق التحول الرقمي قي الصناعة الدوائية وذلك طبقاً لدراسة حديثة

الأتمتة

   توظف الأتمتة بفعالية لتحويل السلسلة اللوجستية لصناعة الأدوية رقميًا. وفقًا لتقرير، قلصت الأتمتة التكاليف السنوية لمعاملات الرعاية الصحية الإدارية بمقدار 122 مليار دولار. يتم تنفيذ الأتمتة واستخدامها بشكل فعال لتحسين عملية تصنيع الأدوية والمنتجات الصيدلانية الأخرى. يمكن للروبوتات استبدال المهام البشرية مثل خلط المواد الكيميائية وتعبئة الأدوية. وهذا لا يقلل فقط من الأخطاء في العملية ولكن يقلل أيضًا من مخاطر التلوث والمخاطر البيولوجية.

    أتمتة االعمليات بواسطة الروبوتات RPA:

 يمكن استخدام RPA لتبسيط عملية انضمام المرضى في تجارب الأدوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد RPA في تحسين شؤون التنظيم من خلال جمع وتحقق الوثائق وفقًا للمعايير التنظيمية.

 قامت شركة GAM Pharmaceuticals باستخدام RPA لأتمتة 22 عملية معتمدة على القواعد عبر منصات أعمال مختلفة (مثل موقع الشركة، وجداول البيانات، ونظام تخطيط موارد المؤسسات ERP). وتمكنوا من توفير 120,000 ريال برازيلي سنويًا على المهام اليدوية، وزيادة سرعة الاستجابة لطلبات العملاء.

تكنولوجيا سلسلة الكتل Blockchain

   تتيح تكنولوجيا سلسلة الكتل العديد من الآفاق الإيجابية في قطاع الصناعة الدوائية:

تحسين الشفافية: يمكن استخدام التقنية لنقل سجلات المرضى بشكل آمن والمساهمة في تقليل التواصل غير الفعّال بين محترفي الرعاية الصحية، مما يمكن أن يكلف القطاع حوالي 11 مليار دولار سنويًا.

تحسين قابلية التتبع: تكنولوجيا سلسلة الكتل تحمل توقعات واعدة لسلاسل التوريد الدوائي، حيث يمكنها مساعدة في تتبع الأدوية من منشأها إلى المستهلك النهائي ومساعدة في تتبع تكاليف العمالة وانبعاثات الكربون.

الرؤية الحاسوبية في الصناعة الدوائية

   تحمل الرؤية الحاسوبية الآثار التالية في قطاع الصناعة الدوائية:

• مراقبة الجودة والتعبئة: يمكن أن تحتوي عمليات مراقبة الجودة والفحص في تصنيع وتعبئة الأدوية على مهام متكررة وعرضة للأخطاء. يمكن أن تساعد التقنية المدمجة للرؤية الحاسوبية في المنشآت التصنيعية على زيادة دقة ودقة التفتيش.
• تتبع الشحنات وقابلية تتبع الأدوية: في قطاع الصناعة الدوائية، من الأهمية بمكان تتبع الأدوية أثناء الشحن وتتبع منشأها في حالة وجود آثار جانبية غير معروفة. تقوم الرؤية الحاسوبية بهذا بكفاءة من خلال فحص بطاقات الشحن، وكشف الباركود ومسحه، ورموز التسلسل لزيادة قابلية التتبع.
• التحول الرقمي للوثائق الورقية: من خلال تقنية الرؤية الحاسوبية، يمكن رقمنة وثائق مهمة مثل وثائق التجارب السريرية والسجلات الطبية وأنظمة الجودة والإدارة في المعمل

الذكاء الاصطناعي AI والتعلم الآلي ML والتحليل المتقدم

من المتوقع أن تزيد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بأكثر من 100 مليار دولار في الإيرادات بحلول عام 2025، شهدت الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي في قطاع الصناعة الدوائية زيادة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.

الآثار الرئيسية للذكاء الاصطناعي تكمن في المجالات التالية:

1. اكتشاف الأدوية والإنتاج: يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مساعدة الحواسيب والآلات على التعلم من الأخطاء السابقة وجعل عملية اكتشاف الأدوية أكثر كفاءة، ويمكنها أيضًا تحسين إنتاج الأدوية التي تنقذ الأرواح.

2. تشخيص الأمراض: قدرة نماذج التعلم الآلي على تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة يمكن أن تساعد في تحسين تحديد الأمراض. يمكنها أيضًا مساعدة الأطباء في اتخاذ قرار بشأن العلاج المناسب.

3. التنبؤ الأفضل: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين التنبؤ والاستعداد لجوائح مثل كوفيد-19. يمكنها أيضًا المساهمة في تحسين سلسلة إمداد الأدوية للتحضير لمستويات المخزون.

4. تجارب الأدوية: من خلال التحليل المتقدم، يمكن للشركات استخدام مصادر مختلفة من البيانات لتحديد بدقة أفضل شريحة سكانية لتجاربها.

5. البيانات في الوقت الحقيقي: يمكن للشركات استخدام البيانات في الوقت الحقيقي لرصد التجارب وإدارة المخاطر بشكل أفضل.

6. ضمان سلامة مشاركي التجارب السريرية: يعمل الباحثون في كلية هارفارد الطبية بالتعاون مع شركة Novartis على حلول لاكتشاف الاستجابات الضارة للأدوية مبكرًا من خلال تعلم الآلة. من خلال الوصول إلى بيانات الآثار الجانبية الموجودة مسبقًا، يمكن توقع التفاعلات الضارة المحتملة مع الدواء حتى قبل بدء التجارب السريرية.

المرجع المستخدم:

https://research.aimultiple.com/digital-transformation-pharma/